احتفاء باليوم العالمي للشعر، احتضنت قاعة العروض بالموقع الأثري ليكسوس بالعرائش مساء يوم السبت 26 مارس 2022، العرض الشعري الموسيقي ” عبور ” الذي نظمته جمعية” لارا كولتورا” ، عن فكرة للشاعر المغربي محمد عابد، إذ طالما راوده حلم تحقيقها ، وتتوخى في مراميها تكسير الحدود بين الفنون وخلق حوار بين الشعر والموسيقى والغناء والحركة والصورة.
العرض من أشعار وإلقاء محمد عابد، وعزف عبد المالك المراس على ٱلة العود، ورمزي العگباني على ٱلة الساكسفون، وغناء وصال رضى، وإنارة سليمان الختوتي، والإدارة الفنية للفنان المسرحي خليد بلعزيز.
إن جمالية تلقي العرض بدت واضحة من خلال طريقة توزيع الأدوار والتواتر التصاعدي الذي مزج ببراعة بين لحظات إلقاء الشعر والعزف والغناء، في إيقاع إنسيابي رائق شد إليه الجمهور الحاضر من كل الأجيال، ٱثر أن ينفلت من الرتابة وروتين المدينة، ليحج إلى ربوة ليكسوس كي يتفقد ما تبقى من أطلال أثرية متناثرة هنا وهناك، مفعما بإحساس نوستالجي للزمن الغابر، لاستذكار ما غيب من أثر جميل بهت بريقه مع مرور الوقت، لكنه ظل منقوشا في الذاكرة، نفسها ذاكرة الشاعر التي لم تعد تحتمل ثقوبا أكثر، رغم أنه لم يعد يعبأ بالماضي، حين يشير إلى ذلك في لازمة تتكرر كل مرة ” تركت خلفي … ” ( من قصيدة في الطريق إلي )، ورغم محاولاته التخلص من نوستالجيا جريحة تطارده، إلا أن الماضي ما يزال جاثما بكل ثقل وفجاجة يتعقب أنفاسه وأنفاسنا ويلاحقنا جميعا، في وقت لم يعد يتراءى له حنينه الدفين سوى لعبة محفوفة بالمجهول
إن اختيار موقع ليكسوس الأثري كفضاء لتقديم العرض الشعري الموسيقي “عبور ” اختيار موفق، كان الهدف منه خلق فضاءات ثقافية جديدة وإثارة الانتباه لأهمية الموقع الأثري الضاربة جذوره في أعماق التاريخ كبنية استقبال ملائمة جدا للتنشيط الثقافي وجعله وجهة ثقافية وفنية وسياحية.
“عبور ” فيض إضافي من كأس الشعر حين يقدح من نغمات الموسيقى، موسيقى تتجاوز وقع الألفاظ على السمع، كما هو متعارف في مسامرات السماع، لتبحر بنا نحو معاني أرحب وأعمق..
“عبور ” كما جاء في ملخص العرض،هو تذكرة سفر ذهابا وإيابا وتيها من الشعر نحو جغرافيات إبداعية أخرى، إنه محاولة لخلق حالة جديدة للتلقي.
وكالات