يعود المخرج محمد منخار الى الساحة الفنية بجديده السينمائي بفيلم روائي طويل بعنوان ” البير” الذي هو ضمن الأفلام المنتقاة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والذي سيعرض يوم الاربعاء 21 شتنبر الجاري على الساعة العاشرة ليلا بسينما روكسي بطنجة.
وفي هذا الحوار الذي خص به جريدة كليك نيوز الالكترونية، يتحدث المخرج عن صعوبات طارئة في الإنتاج رافقت العمل قبل إتمامه بكثير من التحدي والإصرار والأمل.
كليك نيوز: الاستاذ محمد منخار، كمخرج مغربي، أنت غني عن التعريف بحيث يعرفك الجمهور من خلال سلسلتك التلفزيونية “شجرة الزاوية” و برنامج “في البال أغنية” اللذان عرفا إقبالا كبيرا، وغيرها من الاعمال. اليوم، ما هو الجديد الذي تشارك به في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ؟
محمد منخار : أشكرك على الاستضافة أولا. أما مشاركتي في المهرجان، فهي بشريط روائي طويل بعنوان “البير” ( flocons de sable) من إخراجي وعن سيناريو المرحوم محمد عريوس.
كليك نيوز : يقال أن هذا الفيلم له قصة غريبة. أليس كذلك ؟ حدثنا عنها؟
محمد منخار : ماذا عساي أن أقول ! اللهم أن هذا الفيلم هو نفسه يستحق أن ينجز بخصوصه فيلم خاص (ضحك). والمهم هو أن العمل عصارة تجربتي الفنية بالرغم من كون إنتاجه تعثر لسنوات بسبب عجز الشركة الأولى المنتجة التي حصلت على الدعم سنة 2012 حيث باشرت التصوير واستنفذت مبلغ الشطر الاول والثاني من الدعم الذي توصلت به في التصوير دون التمكن من إتمام كافة المشاهد المبرمجة وفق السيناريو. ومن ثم كانت تلك الشركة عاجزة ماديا عن إتمام إنتاج الفيلم.
كليك نيوز : وماذا عنك كمخرج في خضم هذا الوضع ؟
محمد منخار : هذا الوضع، هو خارج عن إرادة المخرج وليس من إختصاصه. لأن مهمة المخرج هو التصوير كفنان وليس تأمين التمويل للتصوير. إلا أن القانون السابق كان ينص على ان مخرج ما، ما لم يتم عمل ما ليس له الحق في مباشرة عمل اخر وليس له الحق في تقديم مشروع مع شركة ما ! الشيء الذي تسبب في توقف مسيرتي الفنية خلال كل هذه المدة. مما كان له الفضل(ضحك) في تدارك هذه الثغرة في القانون، وتصحيح الوضع بعدم تحميل اي مخرج المسؤولية في هكذا وضع مرتبط بالتمويل.
كليك نيوز : وكيف تم إتمام الفيلم إذن؟
محمد منخار : نظرا لإصراري على إكمال وإتمام الفيلم، تم تخلي الشركة (الحاصلة على الدعم والتي أعلنت إفلاسها قبل ذلك) عن اتمام الفيلم لصالح شركة أخرى أكملت التصوير وكل مراحل الانتاج.
وهنا لابد من القول، أنه لولا الدعم الذي قدمته زوجتي ورفيقة دربي والتضحيات والعمل معا على رصد الامكانيات اللازمة لإتمام الفيلم والتي إحتاجت لكل هذا الوقت، لما خرج هذا الفيلم لحيز الوجود.
كليك نيوز : كيف ذلك ؟
محمد منخار : تم سنة 2021 ، تصوير مشاهد هامة كانت لازمة لاتمام الفيلم، وتم سنة 2022 القيام باشغال ما بعد التصوير من توضيب، وتصحيح الألوان، وصوت وصورة، وتأليف موسيقى خاصة،….الخ. وكلها تم تأمينها من طرف الشركة التي أنتجت الشريط اليوم بمساندة من المركز السينمائي واطره الإدارية ، الذي عمل مشكورا على إيجاد حلول لكل العقبات التي كادت تعترض طريقنا في إتمام هذا الفيلم. الشيء، الذي أنقذ الفيلم وأخرجه الى الوجود. فكانت النتيجة هي تقديم الفيلم في الحلة التي سيتم تقديمها لأول مرة للجمهور في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة يوم الاربعاء 21 شتنبر الجاري.
كليك نيوز : يقال أن المرحوم لم يقبل إعطاء نصه لأحد غيرك. كيف ذلك؟
محمد منخار : أحداث الفيلم مرتبطة بجزء من تاريخ المغرب وينبش في الذاكرة الجماعية، وهذه كلها أسباب جعلت عريوس حريصا على إختيار مخرج للسيناريو، فوقع إختياره علي لأنه كان يعرفني من خلال أعمالي التلفزيونية ومن خلال عملي السينمائيين الاولين (“دولار ” و “قمح” ).
وبالفعل، فمحمد عريوس لم يقبل تأمين أحد عن سيناريو الفيلم. فهم كثر من عبر لهم عن رفض طلبهم بصريح العبارة (ولا داعي لذكر إسم أحد منهم). فكان لي الشرف في تكليفيه إياي بإخراج عمله.
كليك نيوز: شيء مشوق. حدثنا عن السيناريو اذن ؟
محمد منخار:
السيناريو هو آخر كتابات المرحوم عريوس. وهو السيناريو الذي تطلب منه مدة طويلة (قرابة 5 سنوات) سواء على مستوى الكتابة او البحث التاريخي. وشخصيا، فالسيناريو أعجبني كتابة وسردا وتخيلا. هذا، فضلا عن كونه يضع تحديات على مستوى الإخراج مما أثار فضولي كمخرج ودفعني لدخول غمار إخراجه بعد تجربتي في التلفزيون لأكثر من 15 سنة.
كليك نيوز: وماذا عن قصة الفيلم ؟
محمد منخار: : الفيلم تدور أحداثه في فترة الحماية بالمغرب وما كان عليه المغاربة من تعايش بين مختلف شرائحه الدينية .أي المسلمين والمغاربة اليهود. وهي الوضعية التي إستغلتها قوات الحماية لنشب العداوة بين الفئتين لاستتباب تواجدها، وذلك من خلال إستغلال حدث بين شبان يافعين لتفرقة مكونات المجتمع. وأترك لكم فرصة مشاهدة الفيلم لاكتشاف باقي القصة التي أتمنى أن تنال إعجابكم.
كليك نيوز : هل كان لذيكم هاجس ما في التعامل مع السيناريو أثناء التصوير ؟
محمد منخار: : أكيد. وهو أن أكون وفيا لفكرة محمد عريوس وروح السيناريو الذي تطلب منه وقتا وجهدا كبيرين أقدرهما كمخرج.
كليك نيوز : ماذا عن اختيار الممثلين ؟
محمد منخار : بالاضافة الى الحرفية كشرط في إختيار الممثلين بنسبة 50 في المائة، كان هناك شرط إتقان اللغة الفرنسية دون لكنة اعتبارا للفترة التاريخية التي هي فترة الحماية بالمغرب، وإن كان الفيلم باللغتين : الدارجة المغربية والفرنسية.
كليك نيوز : من هي الأسماء المشاركة في الفيلم ؟
محمد منخار : هناك أسماء مغربية من قبيل : المهدي الوزاني، والمقتدرة راوية، وكريم السعيدي،… وأخرى فرنسية : كريستان دودان، لوران-بول الطيسكو، والطفل مهدي الطيسكو، واوريلي مارتان.
كليك نيوز : هل من كلمة أخيرة للجمهور والقراء ؟
محمد منخار : أنت الحكم أيها الجمهور، وفرجة ممتعة وسعيد بلقياكم مجددا، وإلى تحد آخر. واسمحي لي بكلمة في حق النساء : “لهلا يخطيكن علينا”.
لقد تم اتمام علىحساب ألم اناس آخرين أدوا الثمن غاليا
الفيلم احتجزته شركة مدينة 5سنوات في 2017 ا قامت زوجة المخرج بانشاءشركة واشترت الفيلم الذي كانا محتجزا مقابل