سليمان العرباوي يكتب:كرم أهل القرى بشفشاون

يرى عدد من الخبراء والعلماء ضرورة عودة الإنسان إلى لمس الطبيعة بشكل مادي لإحياء روح التعاون والسخاء والكرم من جديد داخل النفوس،والمشاركة والتطوع في مختلف الأحداث فرحا كانت أو قرحا،وقد ارتبط كرم الإنسان بالطبيعة من حوله،فما يأخذه منها لا يبخل به على أخيه المحتاج،وليس بالضرورة أن يقتصر في أشياء مادية ملموسة،بل يتجسد أيضا في المشاركة والمساعدة والمآزرة وكل أنواع العطاء والانخراط.هكذا حال سكان قرى وجبال شفشاون جوهرة الشمال المغربي،يأسرون القلوب بسخائهم وكرمهم وعطائهم وتعاونهم اللامشروط اتجاه الناس أجمعين سواء من جيرانهم أو زوارهم أو من الموظفين الذين حظوا بالعمل معهم خصوصا نساء ورجال التعليم والصحة.

إنه إرث اجتماعي وتقليد أصيل ينقلونه إلى وجدان أطفالهم وإلى مستقبل الأجيال بقلوب حليمة وابتسامة صادقة وإقبال كبير لا يخفى على أي أستاذ(ة) مر من تلك الجبال الساحرة،فرغم بساطتهم وحاجتهم تجدهم سريعي الستجابة الفورية لتقديم المساعدة والدعم والتكاثف في كل حادث صغير أو كبير،من إكرام للضيوف،والمساعد في إنجاح مناسبات الأفراح،ودعم ومواساة ذوي المآسي،وإطفاء الحرائق،وتشييع الجنائز،…وكأن هذه الأحداث أحداثهم أنفسهم كجسد واحد،بفرح واحد و حزن واحد،وفي تلك الأوقات لا تصبح المساعدة اختيارا بل واجبا وضرورة قصوى لعيش الجميع ونجاة الجميع لترى أعينهم مترقرقة بالسعادة والنشوة.

هؤلاء الكرماء الأفاضل من سكان جبال شفشاون،من غمارة إلى الخماس،ومن الجبهة إلى المنصورة،ومن ووزكان إلى فيفي…،من أهل الجود والسخاء والكرم والعطاء دون خشية الفقر،كما قال الشاعر

Ad Image

 

شارك :

عن كليك نيوز

شاهد أيضا

إدريس فرحان.. مسار رجل امتهن الثرثرة في موقع “مرستان نيوز”

بقلم : أبو علي   لم نكن لنكتب عن شخص مرفوع عنه “القلم”، ومغمور في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *