بشكل عاجل، قامت إدارة ميناء طنجة المتوسط، مساء اليوم الاثنين بتفعيل نظام اليقظة الصحية والبيئية، وذلك بعد رصد شبهة تواجد حشرات “البق” على متن باخرة للمسافرين وصلت إلى هذه الميناء قادمة إليها من ميناء مرسيليا الفرنسي.
وقال مصادر متطابقة، بأن عملية المراقبة الصحية الإستباقية التي باشرتها سلطات الميناء أظهرت رصد حشرة “البق” على متن هذه الباخرة، وهو الأمر الذي استدعى تفعيل بروتوكول صحي صارم، يقتضي القيام بعملية تعقيم وتنظيف شامل ودقيق لكل مكونات هذه الباخرة وحمولتها، قبل الشروع في عملية استقبال المركبات والمسافرين الذين كانوا غلى متنها.

وأضافت ذات المصادر أن هذا الإجراء يأتي في سياق المواكبة الدقيقة التي تفردها المصالح المينائية من أجل تفادي استقدام هذه الحشرة الضارة وسريعة الانتشار، والتي تعيش فرنسا حاليا على وقع انتشار كبير لها في مجموعة من المدن الكبرى، خصوصا في المواصلات والأماكن العامة.
وتجتمع الحكومة الفرنسية هذا الأسبوع لوضع “خطة عمل” لمكافحة “بقّ الفراش”، معربة عن قلقها لعودة هذا النوع من الطفيليات “بكثافة”، حيث رصدت حشرات “البق” في دور السينما والقطارات فائقة السرعة ومترو باريس وفي منطقة الانتظار بمطار رواسي.
وبق الفراش حشرة صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و7 ملم، تمتص دم الإنسان، وتسبب له حكة شديدة يمكن أن تتفاقم إلى تهيج جلدي لدى بعض الأشخاص. كما تتغذى هذه الحشرة ذات القدرة العالية على التكاثر والانتشار على الدم فقط، ويجب أن تتناول “وجبات دم منتظمة” للبقاء على قيد الحياة ومن أجل مواصلة نموها.
والدم البشري ليس الهدف الوحيد لهذه الحشرات، بل تهاجم أيضا أنواعا مختلفة من الحيوانات، بما فيها الدواجن والطيور الأخرى، بينما تعتبر الوكالة الأميركية لحماية البيئة (EPA)، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ووزارة الزراعة الأميركية، بق الفراش “آفة صحية عامة”.
وكانت هذه الحشرات اختفت من الحياة اليومية في خمسينيات القرن العشرين، قبل أن تعاود الظهور خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة في عدد من الدول المتقدمة، بسبب وتيرة الحياة القائمة بشكل متزايد على التنقّل والنمط الاستهلاكي القائم على شراء السلع المستعملة، إضافة إلى تسجيل مقاومة للمبيدات الحشرية لديها.
وكالات